أود أن أعرفك على مدير المنتجات
لما واحد يقول لك مهنته "إدارة المنتجات" في شركة تقنية، هل تعرف إيش شغلته؟ هل يقصد "إدارة مشاريع" لكن كرسي مكتبه أفخم شوية؟ طيب لو قلت لك إنك لو سألت إثنين عندهم نفس المهنة إيش يشتغلوا غالبا حيعطوك إجابة مختلفة، مالسبب؟ في هذة السطور سأحاول شرح مهنة إدارة المنتجات وما يندرج تحت مسؤولياتها.
أولا نرجع 100 سنة الى الوراء في التاريخ
تعود نشأة وظيفة مدير المنتجات إلى استحداث منصب "رجل البراند" او مدير البراند في شركة بروكتر آند قامبل في ثلاثينات ال١٩٠٠. بدل من إدارة عدة منتجات متشابهة لديها "براند" او علامات تجارية مختلفة في قسم واحد، يقود كل براند مدير او فريق إداري واحد مهمته الاهتمام والتركيز على البراند الواحد من تطوير لمنتجاته وتسويقها وطرحها في السوق، بغض النظر عن المنتجات الأخرى من نفس الشركة. لتوضيح الصورة، شركة صافولا لديها عدة علامات تجارية لأنواع مختلفة من زيوت الطهي. بدلا من إدارة جميع الزيوت من قبل فريق او شخص واحد، كل علامة تجارية لديها فريقها الإداري الخاص الذي يهتم بكل نواح المنتج. زيت دوّار الشمس "عافية" هو منتج، وزيت "شمس" هو منتج أخر مع أنه أيضا زيت دوّار شمس ومن نفس الشركة ولكنه يخدم شريحة زبائن مختلفة.
انتشرت طريقة إدارة المنتجات هذة في الشركات بما فيها الشركات البرمجية التي بدأت بالظهور في الثمانينات من القرن الماضي. الشركات البرمجية كانت تركز على التوسع في فريقها التقني، وتركيز المهندسين والمبرمجين في هذة الفرق ينصب على بناء التقنية، ولم يكن لدى هذة الفرق الوقت للتحدث مع المستخدمين ولا للتعاون مع فرق التسويق والمبيعات المختصين برفع الأرباح. أدى ذلك لبناء تقنيات وحلول جيدة لكنها لا تتوافق مع مشاكل المستخدمين او تواجه صعوبة في التسويق لعدم توافقها مع السوق.
لحل معضلة التواصل مع المستخدمين والتناغم مع السوق، استقطبت الشركات التقنية مدراء المنتجات من القطاعات الأخرى لكي يكون للمنتج التقني شخص يهتم به من جميع النواحي التسويقية والإدارية والتصميمية وغيرها، ويكون هو المسؤول عن نجاح المنتج أو فشله. بعض الأمثلة على منتجات تقنية هى تطبيق سناب شات، جوالات أبل وسامسونج، متصفح جوجل كروم، شبكة تويتر، لعبة ماين كرافت، ونظام ويندوز.
لكن ما الذي يقوم به مدير المنتجات بالتحديد؟
لن تجد إجابة واحدة تتفق عليها جميع الشركات، فكل شركة لها تعريفها الخاص للوظيفة بسبب إختلاف مجال الشركة وطريقة عملها وتركيبة فرقها الداخلية وسوق منتجها وحتى عمر الشركة. في شركات يتخصص المدير في مهام معينة وفي شركات أخرى يقوم بجميع المهام التى لايوجد لها شخص محدد في الفريق (يكون ذلك عادة في الشركات الناشئة)، ثم في شركات أخرى يتولى فريق كامل أعمال إدارة المنتج بدلا من شخص واحد.
يمكن القول أن المهام التي يقوم بها مدير المنتجات هي واحدة من أو جميع التالي:
البحث ودراسة السوق: ويشمل هذا التعرف على مشاكل السوق والمنافسين الأساسيين والثانويين و الموردين وطرق التسويق ومعرفة شريحة الزبائن المتوقعة وما الى ذلك من معلومات مهمة لنجاح المنتج.
التخطيط وتحديد الإستراتيجية: بناء على المعرفة بالسوق والشرائح المستهدفة وقوة الشركة، يتم وضع الخطط للمنتج سواء من تطوير أو تسويق أو تسعير أو ما شابه ذلك لكي يتم العمل بها خلال الفترات القادمة.
التنسيق بين الأطراف ذات صلة: يتم شرح الخطة المعدة للمنتج مع جميع الأطراف اللازمة في الشركة وخارجها من مدراء وفرق مبيعات أو محاسبة أو برمجة وغيرهم سواء لأخذ الموافقة على الخطة أو تعديلها حسب المطلوب لمحاولة إعطاء المنتج الدعم الكافي لنجاحه. كما يستمر هذا التنسيق بين الأطراف طوال حياة المنتج لتوحيد الجهود خلف المنتج.
بناء المنتج ومتابعة سير العمل: هنا يتم التركيز على التنفيذ والتفاصيل وسير العمل اليومي والإجتماعات اللازمة لتطوير المنتج والتسويق له.
دراسة إنطباعات الزبائن والبيانات الناتجة من السوق: بعد إطلاق المنتج في السوق يقوم مدير المنتج بجمع أراء الزبائن عن المنتج ومراجعة البيانات الناتجة عن إستخدامه، ثم تحليل هذة المعلومات لتحسين خطة تطوير المنتج في الفترة القادمة.
هل من المعقول كل هذا يقوم به شخص واحد؟
أحيانا نعم! ويحصل هذا في الشركات الصغيرة و الناشئة وقد يندرج مع هذا كله إدارة المشاريع وأمور أخرى. نظريا، كل مؤسس لشركة يقوم بعمل مدير المنتجات إلى أن يتمكن من توظيف أحدهم ويتفرغ لقيادة الشركة وجلب الإستثمارات وما إلى ذلك. في المقابل في الشركات الكبيرة، مهام مدير المنتج قد تكون مقسمة على أكثر من شخص في فريق إدارة المنتج أو يتم عمل الجهد الأكبر من قبل أقسام الشركة المختلفة ومهمة مدير المنتجات هى التنسيق بينهم وتوجيه العمل، وهذا يتيح له الوقت لدراسة السوق بشكل أكبر و إمضاء وقت أكثر في تخطيط الإستراتيجية و تحسين أداء المنتج.
سأحاول في وقتا أخر تفصيل المهارات التي يحتاجها مدير المنتجات. حتى ذلك الوقت اتركك في حفظ الله.
المصادر:
https://www.productplan.com/what-is-product-management
https://hbr.org/2003/12/kill-a-brand-keep-a-customer
https://www.aha.io/roadmapping/guide/product-management