في مارس 2018، تركت وظيفة جميلة مع فريق تام ورحلت مع عائلتي الى كندا. ليس للهجرة، بل لكي تكمل زوجتي دراستها للحصول على درجة الدكتوراه بعد أن حصلت على الماجستير من جامعة كاوست. القرار لترك وظيفة ممتازة والذهاب الى المجهول كان صعباً (كعادة هذة النوع من القرارات)، لكن كنا نرى كعائلة أن هذة الخطوة هي استثمار في مستقبلنا. كما أن فرصة الدراسة كانت بفضل الله ثم بفضل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبالتالي وضعنا في الحسبة أنها فرصة قد لا تتكرر لاحقا.

زوجتي كان مسارها واضحاً للسنوات الأربعة أو الخمسة التالية لوصولنا. عليها أن تتبع المنهج الدراسي الخاص بمعهد اللغة الذي تمكنت من الالتحاق به، ثم تنضم لجامعة تستطيع الحصول على قبول فيها، ثم تكمل برنامج الدكتوراة في تلك الجامعة حتى نهايته. أما بالنسبة لي، فكان الوضع مليئا بالمتغيرات. وكشخص يميل إلى التخطيط دائما، بدأت بدراسة الخيارات والفرص المتاحة عندما أخبرتني زوجتي برغبتها بإكمال الدراسة. 

الخيار الأول كن أسهلهم وهو عدم فعل شيء، أى الإستمرار في العمل وترك هذة الفرصة تمضي. الوظيفة كانت ممتازة والفريق رائع وتوجد فرصة جيدة للترقية وإمكانية التأثير على القرارات عالية وبالتالي بإمكاني صنع نجاحي بنفسي. في المقابل لازلت في شبابي وأسرتي صغيرة وقمت ببناء مدخراتي مسبقاً، وبالتالي عندي إستعداد عالي للمخاطرة وخوض تجربة قد لا تتكرر. طبعا هذا الخيار يلغي فرصة زوجتي في الحصول على تعليم ممتاز، و لإيماني بأهمية التعليم للحصول على مستقبلا أفضل، تجاوزت هذا الخيار.

الخيار الثاني هو إقتناص الفرصة لإكمال الدراسة والحصول على درجة الماجستير، مستغلا ما يوفره برنامج الإبتعاث من دعم مالي لدراسة مرافق الإبتعاث. وعلى الرغم من قناعاتي التي تنص أن الشهادات مجرد ورق  في مجال التقنية والعبرة بالمعرفة، أو كما قال غازي القصيبي أن ما تثبته الشهادة هي قدرة حاملها على الجلد وعلى الإلمام بمبادئ البحث العلمي، إلا أنني أدرك أنه لا يزال للشهادات قيمة في سوق العمل السعودي والمجتمع ككل، سواء كانت قيمة مستحقة أو لا (وأحيانا أحس موقفي بايخ لما أقول الشهادة مالها قيمة وما عندي غير البكالوريوس). كما أنه بإمكاني الحصول على معرفة قيمة إذا أحسنت إختيار البرنامج الدراسي. والدراسة مجانية على حساب برنامج الإبتعاث، ومدة الماجستير قصيرة (بين سنة أو إثنين).

إحدى الإشكاليات هنا هو عدم معرفة زوجتي في أي الجامعات تستطيع الحصول على قبول، ولأنه علي التواجد في نفس المدينة طوال فترة دراستها (وما حأترك عائلتي لوحدها في الغربة)، كان يجب علي الانتظار لمعرفة الجامعة التي ستقبل زوجتي بعد معهد اللغة، ثم البحث في تلك الجامعة أو جامعات قريبة على برنامج جيد وذو قيمة. الإشكالية الأخرى كانت كوني تخرجت من الجامعة قبل 11 سنة ولم يكن معدلي مرتفعاً، ولا أعلم ما الحلقات التي يجب علي القفز من خلالها للحصول على قبول في برنامج جيد.

الخيار الثالث كان العمل في الخارج. جدوى هذا الخيار كانت تعتمد أيضا على معرفة الجامعة التى ستُقبل زوجتي بها، كما تعتمد بشكل كبير على إمكانية عملي من عدمها حسب قوانين الهجرة والعمل في البلد المضيف، وتعتمد على نوع الوظائف المتوفرة في المدينة. فبعد تجربة كاوست، كنت أرغب بالعمل فقط في الوظائف التى تعطيني الخبرة أو الإستمتاع. 

كما كنت لدي خيارات أخرى مثل العمل عن بعد مع الشركات في السعودية (قمت بهذا من قبل)، أو العودة للرسم بمقابل عن بعد (ايضا قمت بهذا من قبل)، أو العودة للبرمجة بعد إنقطاع طويل، أو تصميم ألعاب كمنتجات ومحاولة إطلاقها، أو التعلم الذاتي في الإستثمار والرسم وكل ما أرغب به، أو حتى أخذ إجازة محترمة أقوم فيها بإنهاء كل الكتب والأفلام والمقالات والألعاب التي أجلت الإستمتاع بها (حتى هذا اليوم! على الأقل تمكنت من الإستمتاع بعدد قليل منها). كما ذكرت، المتغيرات كانت كثيرة، وأحمد الله على ذلك. تعدد الخيارات هو نعمة ومشكلة في ذات الوقت، لكن أُفضل هذا على كوني محدود الفرص.

التخطيط المبكر يتيح لك محاولة الكسب من الفرص الموجودة ومحاولة تفادي المخاطر. مثلا قوانين الهجرة في معظم البلدان تُصعب الحصول على عمل لغير المقيم، في حين كندا كانت من الدول السهلة في ذلك، كما أن طول فترة إبتعاث زوجتي يعني أنني قد أستطيع العمل بخيار الدراسة والعمل إذا حصلت على برنامج ذو فترة قصيرة. وطبعا كون كندا دولة ناطقة بالأنجليزية في معظمها سيسهل حياتنا. ثم عند مراجعة الجامعات التي يمكن لزوجتي الدراسة فيها، كانت ثلاثة منها تقع في مدن لديها سوق عمل تقني كبير. وهي واترلوو، مونتريال، وفانكوفر. 

مونتريال تعتبر أحدى مراكز شركات الألعاب العالمية، والتي بالعمل في أحدها أكون حققت واحداً من أهداف حياتي. كم أن بها العديد من الشركات التقنية الأخرى، وتمتاز بدمج الطابع الأوروبي والأمريكي، كما أنها رخيصة مقارنة بالمدن الأخرى. يعيبها كون اللغة الرسمية هي الإنجليزية والفرنسية في العمل والتدريس، كما أنها شديدة البرودة في الشتاء. أما فانكوفر فمن أفضل مدن العالم للمعيشة وجوها دافئ نسبيا، لكنها شديدة الغلاء. 

في المقابل، تحتوي واترلو على أحد أكبر تجمعات الشركات التقنية في العالم، وتحتضن مقر شركة شوبيفاي وفرع لقوقل وسوني بلايستيشن وإلكترونك اّرتس وكمية كبيرة من الشركات التقنية المتوسطة والصغيرة. كما تمتاز بوجود جامعة واترلو القوية هندسيا، وجامعة ويلفريد لورييه الجيدة في مجال الأعمال (اثنينهم في نفس الشارع). وإضافة لهذا فإن تكلفة المعيشة فيها منخفضة وتبعد ساعة واحدة عن تورنتو، أكبر مدينة في كندا و رابع أكبر مدينة في أمريكا الشمالية.

بناء على المعطيات والفرص التى ذكرتها، قررنا محاولة الحصول على قبول في جامعة واترلو لزوجتي وفي حال نجحنا في ذلك سأنظر الى ما يمكن أن أقوم بدراسته في المدينة في أحد الجامعتين. أحد الخيارات كان برنامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA) في لورييه. ولأني كنت أركز على تقوية مهاراتي كمدير منتجات قررت أن إضافة شهادة إدارة أعمال إلى شهادة محترف إدارة المشاريع (PMP) وشهادة هندسة البرمجيات من جامعة البترول ستكون إضافة قوية لمؤهلاتي (في السعودية. هنا في واترلو يبدو من بحثي أنهم لا يهتموا بالشهادات العليا لمدراء المنتجات، كما سترى في آخر القصة).

عندما تحدث مع أحد مسؤولي القبول في الجامعة، أخبروني أن طول البرنامج سنة واحدة فقط، لكن اتضح لي أنه يجب علي الإنتظار ما يقرب 9 أشهر للتقديم في موعد تقديم الطلاب الأجانب، والذي يأتي مرة واحدة في السنة في يناير، ثم إذا قُبلت، علي الإنتظار الى سبتمبر، أي 8 شهور أخرى، لبدء الدراسة. وأيضا كنت بحاجة الى رفع معدلي الجامعي وأخذ اختبار الـGMAT. على الأقل لم أكن في حاجة الى إختبار اللغة الإنجليزية لتخرجي من جامعة البترول. 

عند السؤال عما يمكنني فعله لرفع معدلي الدراسي، أخبروني بإمكانية أخذ 4 أو 5 كورسات جامعية لديهم أو لدى أي جامعة معتمدة، وذكروا لي إسم جامعة Athabasca التي تقوم بتدريس معظم موادها أونلاين، ولديها مراكز معتمدة في كندا وحول العالم لأخذ إختبارات المواد عندهم، ولا تتشرط كثيرا في القبول. كما أعطوني نصيحة أخرى أنه في حال أخذت كورسات محددة لها علاقة بالإحصاء في جامعتهم، أو واترلو، أو الجامعة الأونلاين، فإنني لن أكون في حاجة لتقديم نتيجة اختبار الـGMAT. 

.بناء على هذه المعلومات، ولوجود 9 أشهر قبل موعد التقديم، قررت ضرب خمسة عصافير بحجر. 

أولاً، رفع المعدل الدراسي عن طريق الإلتحاق بجامعة Athabasca وبالتالي أستطيع أخذ الكورسات من المنزل والبدء من أي شهر. 

ثانياً، إختيار مادة حاسب تساعدني في العودة مجددا للبرمجة، و أخذت مادة مقدمة في برمجة الويب لذلك. 

ثالثاً و رابعاً، أخذ الكورسات المحددة بالإحصاء لتجاوز اختبار الـGMAT ولتعلم الإحصاء مجددا لأني لم أعره اهتماما أثناء دراستي سابقا. 

خامسا، أخذ كورس رياضيات لكي أستعيد لياقتي في الحساب والتعامل مع الأرقام.

ولله الحمد، تمكنت من الحصول على درجة ممتازة (+A) في جميع المواد. وتمكنت زوجتي من الحصول على القبول في جامعة واترلو. لكنها لم تكن فترة سهلة. فقد تخللها التدهور في العلاقات السعودية - الكندية في أغسطس 2018، وإلزام جميع الطلاب بالخروج من كندا في مدة أقصاها شهر. 

التوقيت للخروج كان صعبا جدا نظرا لأن معظم الجامعات في الولايات المتحدة أو بريطانيا قد أغلقت التسجيل لفصل الخريف (أى الفصل القادم، وأحيانا يكون الفصل الوحيد للدخول للجامعة)، وكون الجامعات في تلك الدول تشترط اختبار اللغة الإنجليزية والـ GRA اللذين لم تحتاجهما زوجتي لدخول الجامعة. وأضف الى ذلك أن انتقال طالب الدكتوراه أصعب بكثير من انتقل طالب البكالوريوس أو الماجستير. خلال ذلك الشهر حاولت زوجتى بكل ما تستطيع أخذ الاختبارات المطلوبة والحصول على قبول، في حين كان على عاتقي إفراغ الشقة وإيجاد مستأجر يكمل باقي العقد مع شركة التأجير.

إختصاراً لما حدث في ذلك الشهر من أحداث، اضطررنا للعودة للسعودية لإنتظار نتائج القبول في الجامعات الأمريكية، وقمت بتخزين العفش في أحد مراكز التخزين في المدينة على أمل العودة لأخذه إذا استقرينا في أمريكا. بقاءنا في السعودية إستمر شهرين، ما بين الأمل الضئيل في العودة وبين الرضوخ للواقع وتوقع عدم التمكن من الالتحاق بأي جامعة قبل مرور سنة كاملة. 

جاء الفرج بعد الشهرين على صورة إستثناء لطلبة الدراسات العليا الذين يستطيعون العودة لجامعاتهم في كندا، وتمكنا من العودة إلى نفس المدينة والجامعة ونفس العمارة، وعدت لأخذ العفش الذي توقعت أنني لن أراه مجددا (كانت مقامرة أكرمني ربي بنجاحها). خلال تلك الشهرين أيضا كنت في حيرة إذا كنت أريد الإستمرار في الدراسة التي بدأتها أو تركها، وكانت غالبا لن تفيدني في الدخول للجامعات الأمريكية، لكن من توفيق الله انني استمريت في الدراسة، وتمكنت من أخذ الإختبارات في كندا فور عودتي. كلفتني الدراسة في الجامعة ما يقارب الـ 17 ألف ريال سعودي.

جاء موعد التقديم في جامعة لورييه، وتمكنت من إنهاء جميع المتطلبات اللازمة بمافيه توصية من أحد المدرسين، وهو متطلب كان صعبا نظرا لتخرجي من البترول قبل 11 سنة و دراستي في جامعة Athabasca كان بصورة الأونلاين ولا يعرفني بشكل كافي أحد المدرسين، لأن المواد التى أخذتها لا يوجد فيها تفاعل يذكر بين معد المادة والطلاب (ماعدا مادة الحاسب والذي كان يشرف على مشروع المادة هو أحد المساعدين وليس معد المادة). 

بعد التقديم انتظرت ما يقارب الشهرين للحصول على الجواب. وتمكنت بحمد الله من الحصول على القبول في، و قمت بدفع العربون الدراسي (7250 ريالا غير قابلة للاسترداد) من حسابي، و إصدار الفيزا الدراسية (أيضا من حسابي)، ثم تقدمت بطلب الانضمام للبعثة. أخبرتني الملحقية وقتها أن تقديمي مبكر، و علي الإنتظار الى قبل الدراسة بشهرين للتقديم على البعثة (قرار غريب لكن حاضرين). جهزت اوراقي و انتظرت لحظة دخولنا في موعد الشهرين وقمت بالتقديم مجددا.

بعد التقديم، تحرك الطلب قليلا في نظام سفير الخاص بطلبة الإبتعاث، ووصل الى وزارة التعليم في السعودية في ظرف أسبوعين، ثم توقف تماما عن الحركة. كنت وعائلتي قررنا العودة في إجازة الى السعودية خلال شهر أغسطس، على أن أعود قبل العائلة لحضور الأسبوع التعريفي في الجامعة في أخر أغسطس ثم بدأ الدراسة. لم يتحرك الطلب طيل تلك الفترة (شهر وأسبوعين). 

عند دخول شهر سبتمبر، إقترب موعد الدفع لرسوم الدراسة، أرسلت استفسارين من جهات مختلفة (نظام سفير وموقع الوزارة) لمحاولة معرفة سبب التأخير، والذي توقعت أنه كالعادة بسبب التأخر في مراجعة المعاملة. وفي الانتظار للرد، اضطررت الى دفعة جزء من المبلغ الدراسي للجامعة بعد اشتراكي في برنامج التقسيط في الجامعة (القسط حوالي 14 ألف ريال). 

ثم جاء الرد، والذي لازلت أومن أن توقيته كان من لطف الله الذي أنقذني من خسائر مالية إضافية، إذ وصل الرد بعد أسبوعين من بداية الدراسة، و قبل يوم واحد من آخر يوم لإلغاء الفصل و إسترداد الرسوم الدراسية. جاء الرد كالتالي: "يعتذر إلحاق الطالب بالبعثة وذلك وفقا للأمر السامي الكريم بإيقاف الإبتعاث لدولة كندا".

لما أصدق الرد حين قرأته. جاءنا إستثناء لدراسة زوجتي قبل سنة وقدمت الطلب للملحقية مرتين ولم يخبرنا أحد أبدا بأن العودة الى كندا تعني عدم التمكن من الالتحاق بالبعثة للمرافقين. قمت على الفور بإرسال إستفسار للملحقية أذكر فيها ما سبق. هنا جاء الرد في ساعات قليلة: "تم الرفض من الوزارة بسبب (و أعادوا ذكره هنا). وعليه أمل الإلتزام بما تم توجيهك به."

من الرد، واضح أنه لا مجال للتفاوض. نحمد الله على كل حال، و أدرك أن القرار كان للمصلحة العامة والتعامل الحازم مع التدخل في شؤون البلد. كل ما كنت أرجوه هو إخباري مبكرا لكي يكون عندي مجال أكبر للتخطيط وإيجاد الحلول أو حتى أخذ فرص أخرى (أشير الى ما ذكرته سابقا عن التخطيط المبكر). في ذلك الوقت كانت معظم مدخراتي في سوق الأسهم السعودي، و لم يكن حينها وقتا مناسبا لسحب جزء كبير منها. رسوم الفصل الواحد حوالي 45 ألف ريال، أي كنت أحتاج الى 45 ألف لرسوم الفصل الحالي و 45 ألف رسوم الفصل القادم بعد 3 أشهر. قيمة الدراسة الكلية تقريبا 135 ألف ريال. 

مجددا نحمد الله على كل حال. قمت بطلب الإستشارة من الوالد حفظه الله وأخواتي وأحد العاملات في التوظيف في المجال التقني في البلد كنت قد التقيت بها في أحد برامج الأسبوع الأول من الدراسة. كلهم أشاروا علي بأن الخبرة العملية ستكون أعلى مردودا كفرصة طالما أن الدراسة لم تعد مجانية. صليت الخيرة و في اليوم التالي قمت بحذف الفصل الدراسي و إسترداد القسط الذي دفعته. 

الخيارات بعد هذا لدي كانت 

واحد: الإنتظار الى الفصل الدراسي القادم في سبتمبر 2020 والأمل في تغير الحزب الحاكم في كندا وعودة العلاقات مع السعودية. لم يتغير الحزب ولم تعد العلاقات عند كتابة هذة السطور. 

إثنان: التحول الى نظام الدراسة الليلية في البرنامج مع العمل نهاراً مع أحد الشركات لكسب الدراسة والخبرة في كندا. اتضح لاحقا أنني لن أستطيع الحصول على فيزا عمل و دراسة جزئية. إما هذه أو تلك. 

ثلاثة: العمل مع شركات في السعودية عن بعد وأخذ الدراسة الجزئية. أخسر هنا الخبرة في كندا ولكن أربح الدراسة وسيغطي العمل تكاليفها.

أربعة: العمل مع شركات في السعودية لحين الحصول على فيزا عمل ثم البحث عن عمل في كندا لكسب الخبرة في سوق تقني ناضج. لم أحصل على الفيزا حتى اليوم، لكن بإذن الله. قد أستمر بالعمل مع الشركات في السعودية لفترة طويلة إذا كانت الفرصة ممتازة.

خلال الستة أشهر التالية لما حدث والمنتهية في هذا اليوم، أمضيت جل وقتي في البحث عن الخطوات التالية لهذه المرحلة الجديدة المليئة بالانتظار والفرص الغير تقليدية. بدأت في كتابة ما أعرفه في هذة المدونة، إذ أن الكتابة تساعد في تنظيم الأفكار وكشف مناطق الجهل التي يحتاج ملئها بالقراءة. ثم  في أحد اللقاءات مع مدراء المنتجات في شركات ذات سمعة قوية، أخبرني مديران، كل منهما على حدا، على أنه من الأفضل لي عدم أخذ الـ MBA، والتركيز على بناء الخبرة في إدارة المنتجات بشهادات مهنية أو العمل مع شركات صغيرة أو كبيرة، وأن المعرفة بالأعمال ستكسبها مرغما طالما كانت تعمل في إدارة المنتجات (وهذا ما حصل عند عملي في كملنا). قد تكون نصيحتهما مختلفة لو كانا ذا معرفة بطبيعة سوق العمل السعودي، وقد تكون نفسها. لا أدري. أيضا في هذه الفترة تعرفت على صديق عزيز لايزال يخبرني بأني أملك المهارات اللازمة للنجاح وما ينقصني هو العلاقات والفرص، و أن دفع 135 ألف للدراسة سيكون مضيعة للمال. 

هذة كانت بإختصار (معصي هذا إختصار!) قصة قبولي في برنامج الـ MBA بعد إنتظار وعمل لمدة تقارب السنتين، ثم خروجي منه بعد أسبوعين من الدراسة. أحمد الله على كل حال، و أومن أن ما حصل كان الخيرة، والتى ربما كانت في إثباتي لنفسي أنني أستطيع الدخول الى البرنامج ثم خروجي منه لعدم الحاجة الفعلية له، مع كسبي لما تعلمته من معرفة في كورسات جامعة Athabasca. لازل لدي القبول الدراسي إذا غيرت رائي في الشهور القليلة القادمة، لكن يبدو لي حتى اللحظة أن هذة السنة في جعبتها متغيرات أكثر مما مضى، و إن شاء الله تعدي على خير.

شكرا للقراءة. إذا كانت لديك نصيحة توجهها لي، أسعد بسماعها على تويتر، أو عن طريق هذا الرابط إذا أردت عدم الإفصاح عن هويتك لي. أتركك في حفظ الله.