لا تخلطـ بين المخرجات والنتائج

Photo by Christina Morillo from Pexels

Photo by Lukas from Pexels

اعمل حاليا عن بعد لأحد الشركات بأجر شهري محدد. اتفقت مع الشركة على العمل لعدد من الساعات يومياً. انا اتوقع منهم مبلغ مالي عند نهاية كل شهر. لكن هل "ساعات العمل" هو ما تتوقعه مني الشركة؟


عند اتفاقنا، توقعت الشركة أنها في مقابل مبلغ معين (أجري) ستحصل على عمل او منتجات او فائدة ذات قيمة مالية أعلى من ما هي دفعته (النتيجة)، في حين أن ساعات عملي اليومي والملفات التي أنتجها تعتبر (مخرجات). لو كانت قيمة نتيجة عملي مساوية او اقل من الاجر، لكن من الأفضل للشركة الاستغناء عني وصرف المبلغ في جهة أخرى أكثر نفعاً، حتى لو عملت ٢٠ ساعة يومياً. عدد الساعات التي اقضيها في العمل لا معنى له بدون نتائج.


حسب هذه المقالة في هارفارد بزنس ريفيو: النتائج هي التغييرات التي تحدثها المخرجات. في حين أن المخرجات تُعرف بأنها مقدار ما ينتجه الشخص أو الشيء. من المفيد محاولة تحديد النتائج المرغوبة واستهدافها بدلاً من التركيز على المخرجات. من الأمثلة على ذلك:


■ في سوق الأسهم، النتيجة المطلوبة هي العائد على الاستثمار (ما تربحه مقابل كل ريال صرفته). التركيز على المخرجات قد يؤدي إلى محاولة شراء الأسهم الرخيصة لأنك ستحصل على عدد أكبر من الأسهم. في حين لو كان سهم واحد من شركة ممتازة يعطي عائد على الاستثمار أفضل مقابل ما صرفته، ولو كان سعره مرتفعا، فهو الاختيار الافضل.


■ في كرة القدم، مخرجات فريق ما قد تكون عدد الأهداف التى سجلها الفريق، أو نسبة الاحتفاظ بالكرة، أو خلو سجل الفريق من البطاقات والأخطاء. لكن ما الذي يحسب للفريق في آخر الموسم؟ فوزه في المباريات والبطولات هي النتيجة المطلوبة. ومهمة مدرب الفريق (أو إدارة النادي) استغلال مخرجات الفريق للوصول للنتيجة.


■ الساعات التي تقضيها في النادي كل يوم وعدد تمارين البطن التي تقوم بها ليست المخرجات المؤدية إلى خصر أنحف اذا كنت تاكل اكثر من احتياجك يوميا.


في بناء المنتجات، توجد الكثير من المخرجات مثل عدد ساعات العمل، عدد الخصائص في المنتج، مبيعات المنتج، عدد المستخدمين للمنتج، ميزانية المشروع، ... إلخ. ليست كلها مهمة، وتختلف أهميتها حسب المنتج وسوقه، وبعضها قد يخدعك. مثلا اذا كانت النتيجة التي تهدف إليها الربح، فعدد المستخدمين للمنتج ليس بالضرورة يقود الى تلك النتيجة (تويتر أخذت وقتا طويلا للوصول للربحية). وإذا كانت الحصة السوقية للمنتج، فالربح قد يكون ناتجاً عن تخفيض ميزانية التسويق لاستحواذ العملاء، وسيظهر أثر ذلك في الفترات القادمة.


ينبغي عليك معرفة ما هي النتيجة التي يحتاجها منتجك او مشروعك الان، ثم المخرجات التي تؤدي الى النتيجة المطلوبة، ثم الطرق الصحيحة لقياس هذه المخرجات. بعض المخرجات تحتاجها بشكل دائم، بعضها بشكل مؤقت، بعضها تتعارض مع اخرى وبالتالي ستضطر إلى التضحية بإحداهما. وبعضها قد تكون مؤثرة لنتيجة تحتاجها لاحقا وينبغي أن تراقب مؤشراتها في الفترة الحالية.


لست بصدد أن أخبرك ما هي النتائج المهمة لمنتجك او مشروعك، فكل حالة تختلف عن الأخرى وأنا متأكد انك أدرى مني بحالة منتجك/مشروعك. لكن دعني أشير عليك بأن تعطي أهمية عالية لانطباع زبائنك عن منتجك ومدى سعادتهم به (من المخرجات التي تقيس ذلك الـ Net Promoter Score). إبحث عن النتائج التى هم يرغبون بها وطور منتجك لتحقيق هذه النتائج مع التلاعب بالمتغيرات التي تسمح لك بتحقيق بعض الربح. في اعتقادي هذا خطة لا تفشل بسهولة.


شكرا للقراءة، وحتى نلتقي في مقالة جديدة أترك في حفظ الله.


إسمي معن أشقر. أساعد الفرق التقنية على تخطيط وبناء وإدارة المنتجات التقنية. أحمل شهادة في هندسة البرمجيات وشهادة في إدارة المشاريع (PMP) وعملت على 11+ منتج تقني. يسعدني التواصل معك عبر تويتر أو لينكدإن.